الأحد، 16 فبراير 2014

تأثيرات الفيضانات، والسيطرة عليها.

تمثل الأمطار الساقطة أو الثلوج الذائبة أو كلاهما أهم مصادر المياه على سطح الأرض. وتفقد كميات من هذه المياه بفعل التسرب Infiltration خلال طبقات الأرض المنفذة للمياه، أو التبخر Evaporation، أو الامتصاص Absorption عن طريق الحياة النباتية، أو بفعلها جميعاً. 
أما الكمية المتبقية من المياه فإنها تغذي المجاري النهرية، وعندما لا يحدث هذه الفقد، بوساطة العوامل الطبيعية المختلفة، وتراكم الكتل المائية في المجاري النهرية، بصورة لا تتحملها القنوات أو المجاري المائية، فإنها تفيض على الجانبين، مهددة كل المظاهر العمرانية والحضارية بالدمار.
 وتحدث الفيضانات دون تحذير أو إنذار، وبصورة متكررة، في العديد من الأنهار، عندما تزداد كمية التساقط على منابعها العليا. ولا تتوقف الفيضانات على الأنهار فقط، فقد أطلق بعض الباحثين على الأمواج العاتية، بسبب الرياح الشديدة أو بسبب الزلازل، الفيضانات الساحلية Coastal Floods. 

  1- تأثيرات الفيضانات لا تتوقف تأثيرات الفيضانات على تدمير المظاهر العمرانية والحضارية، بل تمتد إلى أكثر من ذلك، فتهدد الحياة البشرية والنباتية، كما أنها تؤدي إلى تعرية التربة الزراعية من إرسابات الأنهار الخصبة، وإضعاف الطاقة الكهرومائية المولدة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك علاقة طردية بين سرعة التيارات المائية وكميتها من جهة، وأضرار الفيضانات من جهة أخرى، بمعنى أنه كلما زادت سرعة التيارات المائية وكميتها، زادت معها الأضرار، التي تسببها الفيضانات. 

2  - السيطرة على الفيضانات حاول الإنسان منذ القدم السيطرة على الفيضانات بعدة طرق أساسية، مثل استزراع الغابات Reforstation، وعمل القناطر والسدود لضبط مياه الأنهار، والمفيضات Floodways، وهي قنوات صناعية، تحفر بجوار الأنهار لاستقبال المياه الزائدة عنها. فقد أقام الصينيون القدماء العديد من السدود لمنع فيضانات نهر الهوانجهو، ويعد فيضان سنة 1887 من أسوأ الفيضانات، التي حدثت في الصين، إذ اخترق الهوانجهو كل السدود، التي تعترض مجراه، ودمر المناطق السكنية، وقتل أكثر من مليون نسمة. ونظراً لكثرة فيضاناته أُطلق عليه نهر الكوارث. وهناك العديد من المشاريع الهندسية المُقامة على العديد من الأنهار، لضبط مياهها والتحكم فيها، وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم في هذه المشاريع، حيث يتوافر فيها أعداد كبيرة من السدود المُشيدة على عدد من أنهارها، ويأتي في مقدمتها سدود وادي تنسي Tennessee، التي تبلغ واحد وثلاثين سداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق